يعتبر عالم النحل عالم كبير ومليء بالخفايا العظيمة والمعجزات التي تدهش الانسان، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على قدرة الله الخالق العظيم الذي خلق هذا الكائن الصغير بالحجم العظيم بالقدر ليعلمنا وينتج لنا أحلى أنواع الأطعمة. يقول الله تعالى في كتابه العظيم في سورة النحل ” ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ” ونسلط الضوء على هذه الآية الكريمة حيث أن الله تعالى يشير إلى النحلة بأن تأكل من كل الثمرات، ومن أنواع الثمرات الذي سنتطرق إليه في هذا المقال زهرة الخزامى أو اللافندر التي يصنع منها النحل عسل اللافندر العضوي.
ما هي زهرة الخزامى أو اللافندر؟
زهرة اللافندر أو كما تعرف بأسماء عدة مثل الخزامي، الضرم، اللاوندة، وهي نبتة جبلية تنتمي إلى فصيلة الهليونية. وتتميز هذه النبتة برائحتها العطرية القوية، ولونها البنفسجي الجذاب. وتعد أوروبا مشهورة بزراعتها بكثرة، وتدخل زهرة اللافندر في علاج العديد من المشاكل الصحية لدى الانسان، بالإضافة إلى المستحضرات التجميلية كالعطور والكريمات والصابون ..الخ. ويقوم النحل بدور عظيم تجاه رحيق زهرة اللافندر فمن خلالها يعمل على استخراج الرحيق ومن ثم تحوليه إلى عسل عضوي وينتج لنا ما يسمى بعسل اللافندرالعضوي.
كل ما يخص عسل اللافندر
اللافندر يوجد بينه وبين النحل رابط قوي، حيث أنه أجريت دراسة مفيدة جداً واكتُشف فيها أن اللافندر يغير سلوك النحل وحمضه النووي. في جامعة موناش في فكتوريا، مربي النحل ويليام كوان يرعى خلايا نحل العسل في الجامعة ويقول أنه من خلال خبرته في تربية النحل “أن النحل يمتلك حاسة شم شديدة جداً ولديهم انجذاب نحو رائحة زهر اللافندر”. أيضاً، البروفيسورة كلوديا قررت معرفة ما يحصل داخل دماغ النحل عندما تفوح رائحة اللافندر، وتقول كلوديا أننا في الواقع نحتاج من ١٠ إلى ١٤ يوماً لتجميع النحل قبل أن يكتسبوا صفات البيئة، والفكرة هي أن تضع النحل في جهاز صغير يشبه القارورة، ومن هنا تبدأ التجربة حيث يتم وضع مُعطّر في الجهاز لنشر رائحة اللافندر وبعدها مباشرة يتم مكافأة النحل بإعطائه مشروب من ماء السكر. بعد تكرير هذه العملية عدة مرات استنتج أن النحل يتعلم ربط الرائحة بالمكافأة، تقول البروفيسورة أيضاً أن ذاكرة النحل ما زالت تتذكر رائحة اللافندر حيث أنه يمكن أن نعود بعد يوم ونعطي النحل نفس الرائحة ويتذكرها وهذا دليل على أن النحل يعيطنا نتيجة ايجابية وذاكرة قوية في دماغ النحل، وحاسة شم قوية.
وزهور اللافندر تعتبر ممتازة لإنتاج ألذ أنواع العسل العضوي. ويبدأ نشاط النحل طوال فترة الإزهار قبل شروق الشمس للحصول على رحيق زهرة اللافندر ولا يتوقف حتى غروب الشمس ليصنع عسله. ويمتاز عسل اللافندر العضوي بلونه الواضح الكهرماني فاتح مشرب بالحمرة أو اللون الأبيض، أما بالنسبة لعسل اللافندر العضوي فإنه يعد حلو المذاق، ورائحته قليلة التركيز وغير نفاذة. ويتصف عسل اللافندر بأنه سميك القوام ولزج وذلك بسبب وجود حبوب اللقاح وشمع العسل العضوي فيه، وما يميز عسل اللافندر العضوي عن غيره وجود الأحماض الأمينية المميزة فيه بشكل أكبر من أي نوع اخر. ويتم إنتاج عسل اللافندر العضوي بشكل أساسي في أوروبا.
ملاحظة مهمة:
عند رغبتك في الحصول على عسل اللافندر العضوي، تذكر دائماً أن توجه انتباهك إلى شعار الـبايو على زجاجة عسل الخزامى العضوي كي تكون أكثر اطمئناناً.. ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكنك الرجوع إلى مقال: كل ما يخص شعار بايو للمنتجات العضوية
المراجع:
https://ucjeps.berkeley.edu/eflora/eflora_display.php?tid=93779
The Jepson Herbarium
https://www.youtube.com/watch?v=HDadnBWXyrQ&feature=youtu.be
ABC Science
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S030881460300089X
كيمياء الغذاء