تحويل الرحيق إلى عسل عضوي

كيف يحول النحل الرحيق إلى عسل عضوي ؟

عند ذهابك لحديقة مليئة بالأزهار قد ترى وجود النحل على بعض الأزهار. يا ترى ما سر العلاقة بينهما؟ مع إشراقة شمس الصباح يبدأ النحل رحلته المتعبة من زهرة لأخرى لكي يجني لنا أحلى أنواع الغذاء. قد يولد سؤال في أذهان المتأملين: كيف يحوّل النحل رحيق الأزهار إلى عسل عضوي؟ دعنا نتعرف على جواب هذا السؤال العالق في ذهنك!

هل كل النحل في خلية النحل يقومون بنفس الأدوار؟

يعيش النحل في مملكات صغيرة وتضم كل مملكة بداخلها عدد كبير من النحل. وينقسم النحل داخل الخلية إلى ثلاثة أقسام: العمال، الملكة، الذكور (المصدر). وكل قسم منهم له وظيفته الخاصة مثلاً: النحل العامل يقوم بمعظم المهام في الخلية من جمع الرحيق، صنع العسل، الاهتمام بالملكة، صنع الخلية، الدفاع عن الخلية، وتهوية الخلية، وتعمل طوال اليوم فور استيقاظها حتى غروب الشمس. أما الملكة فإنها تقوم بوضع البيض وتضع حوالي 2000 بيضة في اليوم. أما النحل الذكر ولا يذكر له عمل سوى تلقيح الملكات وبعد ذلك تقوم الملكات بطرده خارج الخلية. وجميعهم يعملون معاً بشكل متناسق ودقيق لينتجوا لنا العسل العضوي اللذيذ والمفيد. وفي الصباح الباكر يبدأ النحل العامل رحلته ليجمع قوت يومه لتتغذى عليه عند شُح الغذاء في فصل الشتاء البارد، وعندما يحط النحل على الزهر يمتص رحيق الأزهار بخرطومه الذي يشبه الأنبوبة الطويلة ويخزنه داخل جسمه. ولكن ما هو رحيق الأزهار؟ ببساطة إنه سائل سكري ينتج بواسطة النباتات المزهرة ويقوم بامتصاصه النحل ومن ثم يفرزه مرة أخرى على هيئة عسل. المرحلة الاخرى بعد أن يمتص النحل الرحيق ينقله مباشرة إلى خليته، ومن إبداع خلق الله أن النحل يملك غدد تفرز انزيماً يعرف بأنزيم النحل، عندما يجمع النحل الرحيق يتم مزجه مع الأنزيم الموجود في فم النحل ومن ثم نقله إلى معدة النحل وتكون الأنزيمات قد بدأت عملية صنع العسل، وبعد وصول النحلة العاملة إلى الخلية تقوم بإخراجه من فمها إلى فم نحلة أخرى وكل نحلة تضيف المزيد من الأنزيمات والتي بدورها تحول الرحيق  إلى عسل عضوي لذيذ نتغذى به في حياتنا اليومية، وحتى هذه المرحلة يحتوي الرحيق على كميات كبيرة من الماء فتقوم النحلات العاملات بتحريك أجنحتهن داخل الخلية لتنشأ تياراً هوائياً يقوم بتبخير الماء ويزيد من كثافته ولزوجته وبعد أن يصبح العسل جاهزاً، يقوم النحل بتغطية العسل بخلايا من الشمع التي يصنعها النحل وتتخذ هذه الخلايا الشكل السداسي، ومن هنا يعلم النحّالون أن النحل أصبح جاهزاً للحصاد!

وتتكرر هذه العملية أكثر من مرة خلال اليوم، ولكن قبل عودة النحل إلى جمع الرحيق من زهرة أخرى فإنها تقوم بتنظيف نفسها؛ حتى تتمكن من العمل بشكل أكثر كفاءة خلال دورة حياتها.

وعند عملية الحصاد يقوم النحّالون بلبس ملابس مخصصة لهذه المهمة وتُلبس هذه الملابس فوق ملابسهم العادية وتكون مصنوعة من الأقمشة السميكة وتكون لونها أبيض أو أي لون فاتح ويوضع قناع على الوجه على شكل شبك بلاستيكي أو معدني حتى لا يلامس وجه النحّال أو عنقه والهدف منه حماية الوجه من لسعات النحل. أيضاً يقوم النحّال بلبس قفاز وحذاء عالي الساق وهكذا يكون النحّال محمي بالكامل من لسعات النحل عند عملية الحصاد التي لا يجني منها العسل فقط بل الشمع أيضاً.

ولكن ما هو شمع العسل العضوي؟

يعرف شمع العسل بأنه مادة بيضاء هشة سهلة الكسر لها رائحة جميلة تفرزها غدة الاسترنات من بطن العاملات من النحل ويستخدم للغرض الغذائي والعلاجي. ويعد هذا الشمع من أغلى أنواع الشمع الموجود في العالم نظراً لأنه يحتوي على الكحوليات الدهنيّة والصبغات، والسيرولين، وعلى نسبةٍ جيّدة من الهيدروكربونات والكحوليات الأحاديّة والثنائيّة، والأحماض الهيدروكسيليّة. ويتم استخدام شمع العسل في الوقت الحاضر في كثير من الصناعات الطبّية، وكريمات العناية بالبشرة؛ فهو مذيب للدهون ومرطّب للبشرة وعلاج لتشقق الشفاه وتقليل حب الشباب، حماية الكبد وتحسين كفاءته، تقليل مستويات الكولسترول الضار في الجسم، تخفيف الآلام، وتقوية العظام والمفاصل..

إن عملية تحويل النحل الرحيق إلى عسل عضوي تبدو عملية معقدة، وهي كذلك! ولكن بالنسبة للنحلة العاملة فإن هذه العملية في جميع مراحلها المعقدة تعتبر أمر طبيعي. وبعد معرفة المراحل الشاقة لرحلة النحلة نرى روعة الوصف الذي أشار إليه الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا (1630-1685) ” النحلة كيميائية رائعة!” .

المراجع:

  • The Australian Honey Bee Industry Council (AHBIC)

مجلس صناعة نحل العسل الأسترالي (AHBIC)))

https://honeybee.org.au/?s=how+bee+makes+honey

  • Baker, H.G. and Baker, I. (1973) Amino acids in nectar and their evolutionary significance. Nature 241:543–545

https://www.nature.com/articles/241543b0

  • The biology of the honey bee Mark L Winston

https://www.bookdepository.com/Biology-Honey-Bee-Mark-L-Winston/9780674074095

  • “The Power of Beeswax Lowers Both Pain & Cholesterol”, draxe, Retrieved 19-7-2017.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5549483/

  • مكتبة الطب الوطنية الأمريكية – المعاهد الوطنية للصحة

https://web.archive.org/web/20191209163701/https://world.openfoodfacts.org/ingredient/e901

ads

مدونات ذات صلة